Main Menu

السيتكوم جعجعة

Spread the love

العربى لعرج

السيتكوم جعجعة ولا أرى طحنا لعل من الأشكال التعبيرية والتصويرية التي توغلت في مجتمعاتنا العربية،هو بروز شكل جديد اصطلح عليه ما يسمى بالسيتكوم. هذا الشكل التعبيري التواصلي الذي يحتوي مجموعة من العلامات والرموز والإشارات السمياءية الدالة والذي أشرت على تميزه باعتباره مادة دلالية صرفة تنحدر من مرجعيات اجتماعية وثقافية وسياسية وجغرافية،ساهمت العولمة بنصيب وافر في بلوغ ذروته من الانشطار والانتشار كبقعة الزيت في جميع بلدان العالم،وخاصة مجتمعاتنا العربية فاستقبلت بالقبول والرفض من حين الى آخر عبر قنوات وطرق مختلفة. السيتكوم: منتوج العولمة الصرف. العولمةglobalisation وبالفرنسيmondialisationهي تداخل كثيف في العلاقات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية بين مختلف دول العالم وبالتالي سهولة حركة المعلومات وووو إذن فالعولمة الإجتماعية والثقافية هي انتشار العلاقات الثقافية الغربية الكثيف كالسيل الجارف نتيجة التداخل والتشابك بين الشعوب بين الضفتين الأوروبية والعربية جعل هذه الأخيرة تخضع لقانون التأثير والتأثر،فوجدنا أنفسنا مجبرين لا على التفاوض أو الرفض،وإنما القبول بمنطق الإعجاب والتماهي والتسليم بواقع فرض نفسه وسكن البيوت والوجدان العربي ،وتشربت به ثلة من الفقراء فكريا من الأفراد والجماعات،الذين رضخوا للمنطق الانتروبولوجي الذي يقيس الظواهر المتنامية -أن وجد الإنسان لتجاوز ما هو موجود- وثم التعايش مع أنماط جديدة بدت للبعض يسيرة وغير مكلفة ماديا ولا معنويا،بحيث لا تحتاج تنظير مسرجي أو جهد فكري معرفي يصعب تحقيقه وتحققه. السيتكوم: مستورد أم بضاعة ردت إلينا السؤال المرحلي ما هو هذا الشيء الهجين البسيط الذي غزا فعلا وقولا المهرجانات والملتقيات العربية وما أصله، وهل هو أصيل في الثقافة العربية أم دخيل ومستورد وكيف ثم ذلك؟ يرى بعض المهتمين بالمجال والباحثين في الثقافة الشعبية على أن السيتكوم مشاهد لمواقف كوميدية،إذن فهو ليس فنا ولا مسرحا ولا فرعا منه فقد عرفنا المسرح تعريفه وشروطه وأنواعه،وإنما هو مولود هجين غريب وعصي عن الإعتراف به ضمن شروط المسرح الأصيل. مصدره: لماذا لأنه لم ينبع من المسرح النظري ولا التطبيقي،ولعل بداياته الأولى لتجزم على كونه نما وترعرع في إنجلترا ومنه انتقل إلى أمريكا اللاتينية تم ساهمت العولمة في بروزه بشكل أكبر في جميع بساط العالم. لقد عرف ولادته في إنجلترا، والكل يعلم أنها مهد الثورة الصناعية، حيث انتشار المعامل والصناعات،ورافقها استيطان كبير للعمالة من الأفارقة وأوروبا الشرقية في النصف الأول من القرن العشرين، وواكب ذلك بروز مدن الصفيح التي عرفت غياب أبسط شروط العيش الكريم فكان العمال والطلبة يذاكرون دروسهم وسط الأحياء حيث الإنارة، فيملؤون فراغهم وتعاستهم بشيء من الفكاهة والضحك la humeur ,والسخرية والهزل من الأوضاع المزرية المفروضة في قالب كوميدي ساخر وبسيط لا يحتاج سيناريو ولا فضاء مسرحي ولا تقنيات عصرية للإثارة والاغراء لجذب المتلقي والتأثير فيه كالمعروف حاليا في المسرح،وإنما هي سلوكات عفوية وارتجالية تنطلق من قلوب مرحة وأجساد أنهكها العياء من الساعات الكثيرة جراء العمل المضني،فيلتقي الأفارقة ويلقوا طاقاتهم ومواقفهم الساخرة في حلقيات على شكل دوائر تتخللها رقصات ،قبل أن تتطور بالشكل الذي نراه الآن من الديباجة والتزيين وشهد مشاركة النساء في أدوار مساعدة لا غير. السيتكوم:ممزوج بنكهة إفريقية هكذا إذن عد السيتكوم ذو الأصول العمالية المختلطة وساهم فيه الإفريقي بنصيب وافر مستغلا بيئة متوترة ذات شحنات نفسية عملت على إثارة المواضيع والمواقف الساخرة،تطورت بشكل متسارع في أوروبا نتيجة بروز جيل ثالث من أولاد الجالية العربية المهمشة،،والتي وجدت نفسها وسط زحمة ضغوطات اجتماعية وسياسية من عدم الإعتراف بهم داخل المؤسسات الرسمية فانحاز طرف منهم نحو غناء الراب المتمرد للتذمر والتباكي ،وذهب الطرف الآخر نحو الوصف والتصوير للواقع والسخرية منه،واحتفار الوضع القائم في فرنسا وبلجيكا وهولندا معاقل للملايين من عرب شمال إفريقيا، ووجد البعض نفسه ينظم مواضيع ومواقف شبيهة بالسيتكوم أو هو كذلك من أمثال جاد المالح وجمال الدبوز عبد القادر السيكتور،هؤلاء الذين اغتنوا وفرضوا أنفسهم على الثقافة الأوروبية في هذا النوع من الكوميديا الإجتماعية بالتقرب من أوضاع العمال والطبقة الوسطى من الموظفين وأخذوا الإعتراف من الإذاعات والقنوات الرسمية فملؤوا المهرجانات والملتقيات العربية وسار على دربهم نتيجة قانون التأثير والتأثر وتشابك العلاقات الثقافية والزيارات المتوالية لهؤلاء العرب المغتربين في ولادة جيل جديد من العرب المحليين على شكل أفراد أو جماعات داخل وطنهم الأم واستعملوا لهجات عامية قريبة من مخيلة المتلقي وصور اجتماعية ومواقف مهادنةللواقع المعيش،وإن لم تكن بالقوة القديمة نفسها،من حيث النشأة والتطور،وإنما هي سيتكومات ضعيفة. السيتكوم العربي بين الرفض والاستهجان: هذه السيتكومات اعتبرت هجينة لا ترقى للمستوى المعهود والمطلوب،ولم تلق قبولا ثاما لدى المتلقي العربي الواعي والرافص للأ شكال الماءعة والتافهة والتجارية التي تضر بالذوق الفني الرفيع،لذلك لم تستطع ملء الفراغ الذي تركته سينما ومسرح الستينات من القرن الماضي. هكذا إذن يمكن اعتبار السيتكوم مادة حكاءية كوميديا وصورا ولدت ولادة عسيرة،استعصت على القبول به في بيئة عربية تنفي وترفض كل دخيل عن ثقافتنا الأصيلة.






Comments are Closed