“قناة السويس لم تحفر بالماء لا بدماء المصريين “

.
بقلم الكاتب صلاح الشتيوي
قناة السويس مِصرية الهوية والتاريخ.. وادعاءات ترامب بعيدة جدا عن الواقع،
تُعد قناة السويس واحدة من أهم الممرات المائية الاصطناعية في العالم، وشريانًا حيويًا للتجارة الدولية بين أوروبا وآسيا، حيث تقصر المسافة بين الشرق والغرب بنحو 7,000 كيلومتر مقارنة بالطريق حول رأس الرجاء الصالح. لكن الأهم من ذلك هو هوية القناة كإنجاز مِصري خالص، تخطيطًا وتنفيذًا وتضحيات، وهو ما يتناقض تمامًا مع الادعاءات الغريبة التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن أمريكا هي من أنجزت المشروع.
-1القناة.. تاريخ من التضحيات المِصرية
– الحفر الأول (1859–1869): بدأ العمل في القناة في عهد الخديوي سعيد باشا بقيادة المهندس الفرنسي – فرديناند دي لسبس-، لكن العمالة كانت مِصرية بنسبة كبيرة، حيث شارك مليون مِصري في الحفر، مات منهم أكثر من 120 ألفًا بسبب الظروف القاسية.
– التأميم (1956):
في خطاب تاريخي، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم القناة، مما أدى إلى العدوان الثلاثي (بريطانيا، فرنسا، إسرائيل) في حرب 1956، التي انتهت بانتصار الموقف المِصري واستعادة السيادة الكاملة على القناة.
– التوسعات الحديثة: في 2015، أطلقت مصر مشروع توسعة القناة بتمويل ذاتي، مما زاد من قدرتها التنافسية.
-2ترامب والادعاءات غير التاريخية
في تصريح غريب زعم ترامب أن أمريكا هي من بنت القناة، وهو كلام ينم عن جهل فاضح بالتاريخ، لأن:
-القناة اكتملت عام 1869 بينما لم تظهر أمريكا كقوة عالمية إلا بعد الحرب العالمية الثانية.
– لم تشارك الولايات المتحدة في تمويل أو حفر القناة، بل كانت بريطانيا وفرنسا هما اللاعبين الأوروبيين الرئيسيين آنذاك.
-التمويل الأمريكي الوحيد المرتبط بالقناة كان في 1956، عندما عرضت واشنطن مساعدة مصر بعد تأميمها، لكنه كان جزءًا من صراع الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي.
-3لماذا هذه الادعاءات؟
-السياسة الداخلية: محاولة ترامب تعظيم دور أمريكا في المشاريع العالمية لجذب المؤيدين.
-الجهل التاريخي: وهو ما ظهر في تصريحات سابقة له مثل خلطه بين الثورات المِصرية.
– التقليل من إنجازات الدول الأخرى: خاصة تلك التي تقاوم الهيمنة الغربية، كمصر في عهد عبد الناصر.
-4القناة اليوم: رمز السيادة المِصرية
تمثل القناة 10% من التجارة العالمية، وتُدر لمصر مليارات الدولارات سنويًا مثلًا: 9.4 مليار دولار في 2023. كما أن إدارة مصر للأزمات مثل حادثة جنينة إيفر جيفن 2021أثبتت كفاءة السواعد المِصرية في إدارة هذا المرفق الاستراتيجي.
و اخيرا
قناة السويس هي إرث مِصري وفخر عربي بامتياز، من دماء العمال الذين حفروها إلى القرارات الشجاعة لتأميمها. أما الادعاءات الأمريكية فتبقى مجرد أوهام سياسية لا تستند إلى حقائق. التاريخ يذكر أن المصريين هم بناة القناة، وهم حراسها إلى اليوم.
“القناة لم تُحفر بالماء، بل بدماء المصريين.” — جمال عبد الناصر.
« الفقاعه العقاريه (Previous News)
(Next News) كباريه الغناء »
Comments are Closed