هل ..سيعودون للقوة وريادة المشهد العالمي بكل الطرق الملتوية ويسعون دوما لإشعال الحروب والافساد في الأرض وحذر البشرية كلهم منهم؟!

د. ايهاب بديوى
القرآن الكريم ذكر لنا مجموعة متنوعة من القصص بدون ترتيب زماني أو مكاني. بعضها صاغه بأفعال الماضي. والبعض الآخر ذكره على أنه أحداث مستقبلية مرتبطة بأحداث في الماضي. من أشهر تلك القصص ما فعله بنو اسرائيل منذ بداية وجودهم في فلسطين ثم انتقالهم لمصر بعد أن أصبح أخوهم الصغير رئيسا لوزراءها وتمتعهم بالثروة والنفوذ ثم اضطهادهم بعد عشرات السنوات وخروجهم مطاردين من فرعون وجنوده بعد أن استعبدهم وأذلهم حتى رفضوا الحرب مع سيدنا موسى ففرض عليهم التيه وخرج من صلبهم من حارب ليستعيد القدس من العماليق وهكذا استمرت القصص وعرفنا حكايات طالوت وجالوت وداوود وسليمان الذي انهارت من بعده دولة بني إسرائيل على يد الفرس وكان ذلك نهاية حقبة استمرت قرابة الألفي عام. لكن لها امتداد مؤكد ربما نعيشه الآن حين ذكر الله أنهم سيعودون للقوة وريادة المشهد العالمي بكل الطرق الملتوية ويسعون دوما لإشعال الحروب والافساد في الأرض وحذر البشرية كلهم منهم. من المشاهد الأخرى المهمة الممتدة المذكورة في القرآن الكريم قصة يأجوج ومأجوج التي احتار المفسرون في تأويل زمانها ومكانها لأنها ارتبطت بملك عظيم ملك الأرض كلها من شرقها لغربها وصفه القرآن بذي القرنين وهو بالتأكيد لقب شهرة وليس اسما. اتفقت أغلب التفسيرات على أنهم قبائل بدائية تواجدت في منطقة ما في آسيا وكانت تعيش على إيذاء الآخرين ويبدو أنهم لم يكونوا من سكان سطح الأرض بل يخرجون من مكان ما في داخلها ربما تكون مجموعة كبرى من الكهوف يتحصنون بها أو أن هناك أرضا أخرى قريبة تحت مستوى الأرض الحالية يعيشون فيها وليس لهم سوى مخرج واحد. وربما يكون سكنهم جوف الأرض بسبب عدم قدرتهم على التعرض للشمس بسبب حساسية جلودهم أي أنهم كائنات ليلية. وهذا ربما يفسر لماذا لا يبحثون عن مخارج أخرى غير التي أغلقها عليهم ذو القرنين. هذا المخرج صمم له ذو القرنين بابا عظيما من عدة عناصر بمزج الحديد مع النحاس ويبدو أنهم استغرقوا وقتا طويلا حتى تمكنوا من الانتهاء من ذلك التصميم الفريد الذي أغلقوا به الباب الذي تخرج منه تلك القبائل. وهذه لها امتداد آخر ارتبط بآخر الزمان حين يتمكن أهل تلك القبائل من كسر الباب والخروج. نتخيل قبائل تتوالد وتتكاثر الاف السنوات تخرج بكل غضب وحقد على كل من يسكن سطح الأرض فتأتي على الأخضر واليابس. الغريب في هذه القصة أن كل الامكانيات البشرية الحالية من تقدم علمي عظيم لم تتمكن من تحديد مكانهم بدقة. نتخيل أن الأقمار الصناعية تمسح كل متر على الكوكب وهناك أجهزة استشعار تسمع أو تستهدف كل حركة في باطن الأرض وهم قبائل لابد بالملايين ولم تتمكن من الوصول إليهم. فما هو سر ذلك؟ هناك حكايات أخرى لها شواهد على الأرض نكتشفها من ان لآخر مثل بعض القرى التي نزل بها العذاب أو بعض الأماكن التي وصفها القرآن بدقة لأحداث كبرى مثل جبل الطور بسيناء الذي تجلى فيه الله عز وجل والكعبة المشرفة والمسجد الأقصى وهي الأماكن الأكثر تقديسا على ظهر الكوكب. وهناك إشارات مكانية للقرى التي نزل بها الأنبياء بعضها تم الوصول إليه فعليا. لكن الغريب في القرآن أنه لم يحدد زمانا محددا في غالبية الأحداث. وعندما تتفكر في هذه النقطة بالذات تقفز إلى ذهنك التساؤلات الكبرى حول ما هية الزمن. وما هو الفرق بين الزمن الحقيقي والزمن الوهمي. وكيف تتحكم المتوازيات في سير الأحداث. وهل النسبية ممكنة فعلا. بمعنى هل يمكن اختراق سرعة الزمن والتنقل خلاله بحرية إلى الأمام أو الخلف؟ كل الأحداث موجودة داخل إطار زمني مثل شريط السينما الذي يعرض الأحداث بترتيب منطقي مسبق. ماذا لو تم العبث بهذا الشريط وتغيير ترتيب الأحداث. هل هذا ممكن؟ سبحان الله الذي أخبرنا بحسم أنه لا ينام لأنه يمسك كل شيء بذاته العلية. هل يوم القيامة مرتبط ارتباطا مباشرا بانتهاء تسلسل الزمن ؟ أم يرتبط بحدوث خلل في ترتيبه؟ الكائن البشري بشكله الحالي وسجن جسده غير قادر على التعامل مع الزمن الحقيقي. نحن ندور في أصغر مستوى زمني في خلق الله. الموت تحرر للروح التي لديها المقدرة على ممارسة الحياة من مستويات زمنية متعددة بسرعة سير الضوء المستقرة. أو ربما أكثر أو أقل. الموت انتقال من زمان بطيء إلى زمان أسرع كثيرا. لذلك يستلزم أن تتغير الكيفية. كل الأحداث موجودة. لكن سرعة مرورها أمامنا بإمكانيات جسدنا المحدودة لا تمكننا من ملاحظتها. ولذلك قصة أخرى
« ترامب: أريد أن “تمتلك” الولايات المتحدة غزة (Previous News)
Comments are Closed