Main Menu

بعيدا عن العواطف.

Spread the love

 د. ايهاب بديوى

 

                                             

مصر استمرت أقوى قوة اقتصادية عسكرية سياسية في العالم لخمسة آلاف عام تقريبا حتى منتصف الألفية الأخيرة قبل الميلاد. لكنها لم تكن دولة هجومية أو دولة احتلال. في تلك الفترة ظهرت عدة قوى كبرى في العراق و اليونان وفارس وروما حتى تكونت الامبراطورية الرومانية وظلت في سجال مع دولة الفرس للسيطرة على العالم حتى القرن السابع الميلادي حين ظهرت قوة كبرى جديدة وهي الدولة الاسلامية. وهكذا انقسم العالم إلى ثلاث قوى كبرى شبه متوازنة مع تغيرات داخلية مستمرة في كل قوة حتى القرن الثامن عشر. تحديدا حتى الثورة الفرنسية الكبرى. بعدها بدأت قوى العالم القديم تتفكك وحدث احتلال استعماري من القوى الناشئة للدول الأقل قوة واستمر الصراع والصدام حتى أسفر عن حربين عالميتين في القرن العشرين أفرزت قوى كبرى جديدة على رأسها الولايات المتحدة وروسيا. حاولت أوروبا الاتحاد لتشكل قوة موازية لكنها لم تستطع واختلفت المصالح فيها. بعد منتصف القرن العشرين ظهرت قوة عالمية كبرى جديدة وهي الصين ظلت تنمو حتى أصبحت اقتصاديا وعسكريا هي الأكبر في العالم لكنها لم تصل إلى تحقيق معادلة الدول العظمى وهي خوض حرب كبرى تفرض بعدها سيطرتها على العالم. نجح الأمريكان في تفكيك الاتحاد السوفييتي بشكله القديم وظنوا أنهم تخلصوا من المنافس الأقوى على السيطرة على العالم. لكن لقوة الدولة وعمقها واحتفاظها بكل مقومات التفرد استطاعت استعادة جزء كبير من قوتها ونفوذها. وظلت أمريكا بجيوشها الجرارة وسياساتها الاستعمارية وهيمنة الدولار بالقوة على العالم هي أهم دولة فاعلة في السياسة العالمية. مع بداية القرن العشرين بدأت بعض الدول العربية تنتهج سياسات جديدة بهدف أن يكون لها دور فاعل في العالم الجديد الذي يتشكل. تحديدا هناك ثلاثة دول تتنافس على هذا الدور هي قطر والإمارات والسعودية. مع إمكانيات اقتصادية هائلة بدأت السعودية مع الأمير الشاب محمد بن سلمان انتهاج سياسات جديدة جريئة لتتحول إلى أهم دولة في المنطقة وواحدة من أهم دول العالم بشكله الجديد. ولأن الولايات المتحدة تبحث عن تكريس مصالحها اختارت أن تكوّن شراكة استراتيجية مع السعودية ومعها قطر بتبادل مصالح واضح المعالم يستفيد منه كل الأطراف. نحن أمام تشكل لعالم جديد تنضم لقواه العظمى السعودية بكل قوة وجرأة. نتمنى أن تستفيد بقية الدول العربية من هذه الفرصة الكبرى لتغيير العالم بدون حروب. وتسارع للتعاون مع السعودية للوصول إلى قوة اقليمية متحدة المصالح. مع حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية يضمن للفلسطينيين أمنهم وأرضهم بما فيها القدس الشريف. وتحاسب دولة الاستعمار على توحشها.. ربما






Comments are Closed