ادفن رأسك انت نعامة !!

ساره هاشم
انتفض المجتمع لواقعة التعدي الجنسي على الصغير ياسين و تضاربت ردود الأفعال بين نموذج واعي و نموذج متخبط و آخر موجه و مسيس تعمد الخلط ما بين محاكمه واستنكار الفعل ومرتكبه وبين دينه وعقيدته وهناك من كان أكثر إيجابية وتحدث عن اللمسة الآمنه واللمسة الغير آمنه وعن التحرش وعن أسبابه وعن التصدي له ولكن لفت نظري هو كم من الحالات التي ظهرت بعد حالة ياسين وكأنه انفجار للمسكوت عنه وأضيف أنه فور اعلاني عن تضامني مع الحالات بالدعم النفسي والتربوي توالت المراسلات التي تروي قصص بشعة للتعدي والتجاوز الأخلاقي والجنسي في حق الأطفال والتساؤل هنا ماذا حدث لمجتمعنا المتدين بطبعه!! ماذا حدث للمنتقدين والمنظرين ليلا ونهارا على سلوكيات الناس في حين أنه أغلب الحالات وقعت تحت وحشية أشخاص لهم مناصب محترمة ومكانة اجتماعية مرموقة! الى أين وصل الهوس المرضي والكبت والميول المختلة بمجتمعنا؟؟ بل وتجاوز الأمر حد المرض و وصل لحد الإجرام وأصبح المتهم بالتعدي الجنسي أو الشذوذ غير محدد الصفات فقد تجده من أقرب الناس إليك أو من أكثر الناس ثقافة أو من أشد الناس التزاما أو من أكبرهم عمرا وقد تجدهم أطفالا فلم يجد هذا الوباء حاجزا أخلاقيا او دينيا يعصم فئة محدده منه فحدث في المساجد وفي حلقات تحفيظ القران ومن مفوضي الكنائس و من المؤتمن لديهم في دور التعليم أو العبادة او ذويهم وهنا نجد أن العبء أصبح على الأمهات والآباء فلم يعد هناك أمان مطلق لأي أحد مهما كانت صفته ، ويجب عليكم مراقبة أولادكم وهواتفهم وميولهم وتواصلهم وخلق مساحة صداقة وصراحة بينكم هناك أيضا نقطة مهمة جدا أود التطرق اليها وهي تعامل جهات الإبلاغ مع الوقائع والتي تكرر فيها نوع من أنواع التهاون أو التطرق للحلول الودية بالتعويض والترضية وعدم الاستجابة السريعة في تحرير المحاضر بالوقائع من باب أن ذلك أفضل لمصلحة المجني عليه وسمعته!! وكذلك تدخل ذوي المناصب للحل الودي على مبدأ ((ادفن رأسك في الرمل أنت نعامة!!)) الخوف من العار أولى به الجاني وليس المجني عليه , ونحن لسنا دعاة شعارات ولا نواجه المشاكل بعنترية فارغة ولكن من باب أولى أن نعود المجتمع على الإنصاف ومواجهة الحقائق مع الحفاظ على مشاعر وخصوصية الضحية بعدم التصوير أو التشهير وهو ما يشجع الأهالي أو المجني عليهم على التجرؤ و المطالبة بالحقوق والوقوف بجانب أولادهم لاسترداد حقوقهم حتى يصبح على الأقل هناك ردع اجتماعي و رهبة من ارتكاب الفعل خوفاً من الفضيحة للجاني وليس للمجني عليه الساكت عن الحق شيطان أخرس ،والحقيقة أن عيوب النفوس وعوار العقليات و الفكر فاقت الحد وإذا استمرينا بدون مواجهة سنجد أنفسنا بمجتمع مسخ .. فلا هو مجتمع شرقي متدين ملتزم بعاداته وتقاليده ولا هو مجتمع غربي متحرر يتضح فيه الصالح من الطالح.
Comments are Closed