شج رأس التاريخ كنيسة سانت تريزا

د. محمد فتحي عبد العال
كاتب وباحث وروائي مصري
التعلق ببركات أهل الكرامات لا يتعلق بالمسلمين وحدهم في مصر بل يشاركهم في ذلك اليهود( فترة إقامتهم بمصر) والمسيحيين ففي شبرا مثلا بالقرب من جامع “الخازندارة ( شيدته المرحومة خديجة هانم كريمة المرحوم محمد راغب أغا معتوق الخديوي عباس حلمي الأول الشــهير بالخازندار ليكون المقر الأول لكلية أصول الدين التابعة للأزهر عام 1912 م وتوفيت عام 1918م دون أن تشهد المنشآت الخيرية التي أرادت أن تلحقها به وجرى افتتاحه في 11 فبراير 1927 م)” توجد كنيسة أو دير “القديسة تريزة” أو كنيسة” سانت تريزا” الأثرية( بجوار قسم الساحل الآن ) وهي راهبة فرنسية تدعى “ماري فرانسوا تيريزا ” وكانت تعيش في مدينة “ليزيو” بفرنسا توفيت عام 1905م بمرض “السل” عن عمر يناهز أربعة وعشرين عاما ومما يروى عنها أنها كانت كثيرة الصلاة والتعبد وكانت تزعم إن المسيح يظهر لها ويخبرها باستعداده لمساعدتها في كل ما ينقذ الإنسانية من شقائها ومن أقوالها ” سوف اترك مكاني في السماء واعمل الخير على الأرض ” وكان لها أربع شقيقات جميعهن راهبات ومن كراماتها أنها حينما توفيت وكانت إحدى شقيقاتها تعاني من ملازمة مرض الصداع بشكل مستمر ولم تفلح معه جهود الأطباء أو حيل المجربين فما أن قبلت جسدها المسجى قبلة الوداع حتى دبت الصحة في أوصالها وشفيت في التو من الصداع وصدقت ما لم تكن تصدقه عن كرامات شقيقتها..وقد حملت سيرتها عنوان ” قصة نفس”…
ذيوع أمر كرامات القديسة “تريزة ” وتعلق الرهبان الفرنسيين التابعين لكنيستها بها دفعهم إلى استئجار بيتا صغيرا في مصر عام 1926م ليكون كنيسة لها لكن ومع تزايد عدد الزائرين بشكل كبير وعجز المكان الصغير عن استيعابهم جمعوا عشرة آلاف جنيه وبنوا دارا كبيرة لتكون مستقر كنيسة “تريزة ” في مصر والتي وضع حجر الأساس لها عام 1931 م وجرى افتتاحها في أكتوبر عام 1932م تزامنا مع ذكراها..
كانت الكنيسة مقصدا لنجوم الفن والسياسة عبر العهود المختلفة ومنهم “عبد الحليم حافظ”وقد اشتد مرضه و”فريد الأطرش ” و”محمد عبد الوهاب ” وابنته “أش أش” وغيرهم على لوحات شكر رخامية تزين الجدران ..لكن للتاريخ سحر لذلك فأجمل ما قرأت من أقوال مريديها ما قاله فلاح جاء لزيارة كنيستها ” ياست يا قديسة..قالوا لي عنك إنك مبروكة وإنك صاحبة كرامات لذلك جيت أصلي أمامك علشان ابني الصغير يطيب من مرضه ” فلما جاء اليوم التالي تحقق شفاء الابن وذلك بحسب ما جاء في مجلة “الدنيا المصورة ” العدد 215 في 31 أغسطس 1932م ..ومما يروى أيضا أن الملكة فريدة وربما كان هذا مع توقيت طلاقها من الملك فاروق قد أرسلت لوحة رخامية وكتبت عليها ” أذكر يارب عبدتك فريدة”..
طبعا كل هذه الحكايات نقصد بها الطرافة لكن تبقى حقيقة لا ينبغي وأن تغيب عن الأذهان لحظة وهي أن الله عز وجل هو مدبر هذا الكون والشفاء ودفع الإيذاء وإزالة الكروب كل من عند الله وبالدعاء والتضرع إليه ولا يجوز التوسل بأحد إلا الله وزيارة هذه الأماكن من قبيل المؤانسة بأولياء الله والصالحين وتدبر قصصهم واستشعار عظم الله تبارك وتعالى في الشد من أزرهم في أوقات المحن .
Related News

شج رأس التاريخ كنيسة سانت تريزا
Spread the love د. محمد فتحي عبد العال كاتب وباحث وروائي مصري التعلق ببركاتRead More