بصراحه … وجع ….”أنا تعبان ومش لاقي اللي يحس بيا”.

وجع
سمير المسلمانى
عمرك حسيت بالانكسار وانت طول عمرك رافع راسك .
.عمرك حسيت بالهزيمه جواك !!
الكلام ده بجد من الحاجات اللي بتعدّي على القلب قبل العقل.. لأنه مش مجرد وصف لأب.. ده كشف حساب مشاعر.. عمرنا ما فكّرنا نحسبها..
الأب اللي طول عمرنا شايفينه ساكت.. أو دايمًا مشغول.. أو ساعات بيتعصب على حاجات صغيرة.. هو في الحقيقة عامل زي العمود اللي شايل سقف البيت.. سايبنا نتحرك براحتنا وإحنا مش واخدين بالنا إن لو وقع، الكل هينهار..
لما بيقفل الغاز أو يطفي النور أو يراجع الحنفيات.. ده مش حرص زايد.. ده دماغه دايمًا شغالة في الخلفية.. زي نظام حماية شغال طول الوقت.. مش عشان نفسه، لكن عشان اللي حواليه..
وزعيقه لما نرزع الباب مش عنف.. ده وجع.. لأن الصوت العالي بيخبط جوه قلبه مش في ودنه.. وكأنه بيقوله “أنا تعبان ومش لاقي اللي يحس بيا”..
كلامه اللي بنسميه “محفوظ”، هو في الحقيقة محاولات أخيرة يعلّم بيها.. يسيب بصمة.. يسيب حتة منه جوانا.. يمكن نرجع لها في يوم ونفهمه متأخر..
فرحته لما بنصرف صح من تعبه.. وما تضيعش فلوسك.. كأنك بتقوله “انت ما تعبتش على الفاضي”، والرد ده بالنسبة له أجمل من أي شكر..
هو مش بيتعصب على تفصيلة صغيرة.. هو بيحاول يوقف انهيار بيحسه جاي.. مش قادر يمنعه.. فبيحاول على قد ما يقدر..
المسؤولية، هي المفتاح.. هي اللي بتخلي الإنسان يحس إنه مش عايش لنفسه.. لكن لبيت كامل، وبيوجعه لو حصل فيه أي شرخ..
واللي ما يعرفش قيمة جزمة الأب اللي قدام الباب.. مش هيعرف أبدًا معنى الأمان.. جزمة الأب اللي بنعدي عليها ومناخدش بالنا، هي نفسها اللي ماشي بيها وسط نار الحياة عشان أبناءه يفضلوا في الظل..
رحم الله من رحل من الآباء وتركنا نشعر بغيابه في كل موقف كنا بنفتكره عادي.. وجبر الله خاطر كل أب عايش ولسه شايل الدنيا لوحده، ولسه قلبه مبيشتكيش..
« الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهوريه.. أمر بمحاسبه المسئولين… (Previous News)
(Next News) اللهم اجعلنا في العشر الأوائل من العتقاء من النار. »
Comments are Closed