هل هذه هي المعايير التي نختار بها من يمثل الشعب تحت قبة البرلمان؟

رئيس التحرير
سمير المسلمانى
“نائب مجلس النواب… بين الواجب الاجتماعي وثقافة الاختيار الخاطئة”
البرلمان ليس ساحة للوجاهة، بل ميدان لصُناع القرار.
صوتك أمانة… فلا تمنحه لمن لا يستحقه.
أحسنوا اختيار من يمثلكم… فالوطن بحاجة إلى من يحمل قضاياه، لا من يركض خلف لافتاته.
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، تبدأ بعض المظاهر التي اعتدنا رؤيتها في كل موسم انتخابي، حيث تزداد مشاهد حضور المرشحين للمآتم والأفراح، وتتصاعد المجاملات الاجتماعية، وتُستخدم العبارات الرنانة والابتسامات المصطنعة في محاولة لكسب “القلوب” قبل “الأصوات”. لكن يبقى السؤال الجوهري:
هل هذه هي المعايير التي نختار بها من يمثل الشعب تحت قبة البرلمان؟
أولًا: تشويه ثقافة العمل البرلماني
للأسف، ترسخت لدى بعض فئات المجتمع ثقافة خاطئة مفادها أن النائب الناجح هو من “يظهر في العزاء، ويُشارك في الفرح، ويهاتفك للتهنئة أو المواساة”. هذه الثقافة أفرغت دور النائب من مضمونه التشريعي والرقابي، وحولته إلى مجرد “وجاهة اجتماعية” لا تتجاوز حدود الدائرة والقبيلة والعائلة.
لكن الحقيقة أن:
النائب يُنتخب لصياغة القوانين، لا لتوزيع اللحوم في رمضان.
النائب يُحاسب الحكومة، لا ليقود موكب عزاء.
النائب يُمثل الوطن، لا دائرته فقط.
ثانيًا: نتائج هذه الثقافة الخاطئة
1. وصول غير الأكفاء إلى البرلمان: حيث يُنتخب من يحسن التودد الاجتماعي لا من يملك كفاءة تشريعية.
2. تراجع جودة القوانين والخدمات: لأن من لا يملك رؤية لن يُحدث فارقًا.
3. إحباط المواطنين وغياب الثقة: عندما يشعر الناس أن البرلمان لا يعبر عنهم.
4. إهدار الأموال العامة والجهد الوطني في انتخابات تُدار بمنطق “من حضر أكثر وليس من يفهم أكثر”.
ثالثًا: كيف نُعيد الأمور إلى نصابها؟
لكي نرتقي بالعمل البرلماني، علينا إعادة تعريف مفهوم النائب:
1. النائب هو من يحمل هم الوطن لا المناسبات.
يمثل الشعب في التشريع والرقابة، ويشارك في وضع السياسات العامة للدولة.
2. نختار المرشح بناءً على:
كفاءته العلمية والعملية.
خبرته في العمل العام وخدمة الناس.
قدرته على التعبير عن احتياجات المواطنين بصدق.
نزاهته وشفافيته في التعامل مع المال العام.
مدى انتمائه للوطن وليس لفئة أو لحزب أو مصلحة ضيقة.
3. علينا كناخبين أن:
نقرأ برامج المرشحين، لا نكتفي بالصور والابتسامات.
نحاسب من لا يفي بوعوده.
نرفض شراء الأصوات أو الضغوط العائلية.
ندعم الكفاءات حتى لو لم تكن من معارفنا أو عشيرتنا.
الخلاصة:
البرلمان ليس ساحة للوجاهة، بل ميدان لصُناع القرار.
ومن أراد أن يمثل الشعب، فعليه أن يرتقي لمستوى تطلعاته، لا أن يختبئ خلف المناسبات والمجاملات.
صوتك أمانة… فلا تمنحه لمن لا يستحقه.
أحسنوا اختيار من يمثلكم… فالوطن بحاجة إلى من يحمل قضاياه، لا من يركض خلف لافتاته.
@
« عبد الكريم يقود حمله فى شم النسيم (Previous News)
(Next News) تهديدات وإبتزاز ضد هيئة الدفاع في قضية عزل وزير التعليم »
Comments are Closed